أخر الاخبار

ماريا كورينا ماتشادو: صوت الديمقراطية الذي نال جائزة نوبل للسلام 2025

 







 ماريا كورينا ماتشادو

كتبت: جيهان سرور 


في العاشر من أكتوبر 2025، منحت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام الجائزة للسياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، اعترافًا بجهودها الحثيثة في “تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا والسعي نحو انتقال سلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية”.

بهذا الفوز، أصبحت ماتشادو رمزًا عالميًا للشجاعة المدنية في مواجهة الاستبداد، ولصوت الأمل في زمن تراجعت فيه الحريات في العديد من الدول.

من هي ماريا كورينا ماتشادو؟

الاسم الكامل: María Corina Machado Parisca

تاريخ الميلاد: 7 أكتوبر 1967، كاراكاس – فنزويلا

المهنة: مهندسة صناعية وسياسية معارضة

التوجه السياسي: ليبرالية تؤمن باقتصاد مفتوح ودولة قانون

الحزب: مؤسسة وقيادية في حزب Vente Venezuela

بدأت شهرتها مطلع الألفينات بعد مشاركتها في تأسيس منظمة “Súmate” لمراقبة الانتخابات وضمان نزاهتها. وفي 2011، أصبحت عضوة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، حيث عُرفت بخطابها الجريء ضد الفساد والاستبداد.


مسيرتها في مواجهة النظام

واجهت ماتشادو نظام هوغو تشافيز ومن بعده نيكولاس مادورو، مطالبة بانتخابات حرة، وفصل سلطات، وضمان الحقوق المدنية.

تعرضت لقيود قانونية ومنع من الترشح، وملاحقة أمنية وصلت إلى حد التهديد المباشر، ما اضطرها أحيانًا إلى التواري عن الأنظار.

ورغم ذلك، بقيت داخل فنزويلا، تقود الشارع والمعارضة، وترفض المنفى كخيار.


دورها في توحيد المعارضة

واحدة من أبرز إنجازاتها كانت قدرتها على توحيد مختلف أطياف المعارضة تحت رؤية مشتركة للتحول الديمقراطي.

في الانتخابات التمهيدية للمعارضة عام 2023، فازت بنسبة تجاوزت 90٪ من الأصوات، ما أكد شعبيتها وكونها رمزًا جامعًا.

ورغم منعها من الترشح رسميًا في الانتخابات الرئاسية 2024، دعمت مرشحًا بديلًا واستمرت في قيادة الحراك، محافظة على وحدة الصف.


لماذا حصلت على جائزة نوبل للسلام 2025؟

1. الدفاع عن الحقوق الديمقراطية

قدّمت ماتشادو نموذجًا للإصرار على الانتخابات الحرة وحرية التعبير والمشاركة السياسية.

2. الشجاعة في مواجهة القمع

لم تغادر البلاد رغم المخاطر والضغوط، ما اعتبرته لجنة نوبل “شجاعة مدنية استثنائية”.

3. توحيد المعارضة المنقسمة

ساهمت في بناء جبهة موحدة قادرة على الضغط من أجل التغيير السلمي.

4. رسالة رمزية عالمية

اختيارها يؤكد أن العالم لا يزال يعترف بنضالات الشعوب ضد الاستبداد، وأن الدفاع عن الديمقراطية قضية إنسانية كبرى.


التحديات التي ما زالت تواجهها

قرارات قضائية تمنعها من الترشح للمناصب العامة.

تضييق أمني واعتقال لبعض مساعديها.

اقتصاد منهار وأزمة إنسانية في فنزويلا.

مسؤولية قيادة أمل الملايين في الداخل والخارج.

ورغم كل ذلك، ما زالت ماتشادو تؤكد أن “التغيير قادم، وبالطرق السلمية”.


تأثير فوزها على فنزويلا والعالم


فوزها بجائزة نوبل للسلام أعطى دفعة معنوية قوية للمعارضة الفنزويلية، وأعاد لفت الأنظار الدولية إلى أزمة الديمقراطية في البلاد.

كما ألهم ناشطين حول العالم، خاصة في الدول التي تكافح من أجل الحرية والمساءلة والانتقال السياسي السلمي.



ماريا كورينا ماتشادو ليست مجرد سياسية معارضة، بل رمز امرأة واجهت الاستبداد بإيمان، ودافعت عن الديمقراطية بثبات، حتى أصبحت صوت أمة بأكملها.

جائزة نوبل هذا العام لم تُمنح لها فقط، بل لكل من يؤمن بأن التغيير السلمي ممكن… وأن الشجاعة قد تغيّر التاريخ.

المصدر: Reuters (رويترز)

https://tinyurl.com/yrn3xyp2


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-