أخر الاخبار

أجراس الحنين تدقّ مع أول ضوءٍ من ذاكرة التسعينات

 

         خواطر نوستالجية

كتبت: ياسمين عفيفي


اعتدت أن أبحث عن الماضي في كل الأشياء التي تحمل روحه وترسل رائحته عبر تفاصيلها البسيطة، وتحيي بداخلنا ذكريات تنبض كلما مر شريطها في أذهاننا، لا تهدأ تلك الذكريات بل تثور كل يوم مطالِبةً بالعودة إليه.


أصبح روتينًا خاصًّا بي أن أهرب إلى تطبيق "يوتيوب"، وأُدير محرك بحثه على أحد المقاطع التي تستطيع إخماد ثورة الذكريات بعض الشيء. اليوم وجدتني أبحث عن أحد أهم ذكريات التسعينات، البرنامج الأشهر والأوحد في هذه الفقرة، والذي كان يُعد نافذةً شاملة نطَّل منها على كل ما يدور داخل هذا الوطن "مصر"، وهو برنامج "صباح الخير يا مصر"، وكان ينتجه اتحاد الإذاعة والتليفزيون.


استمعت إلى مقدمة البرنامج التي أعادتني إلى يومي عندما كنت في السابعة من عمري. كنت أستيقظ فأجد والدتي تشاهده، وتُجبرني على مشاهدته أيضًا لأقوم بعمل تدريبات الصباح خلفهم في الفقرة الرياضية. وانا اتنهد عند تذكر تلك الفقرة وكم كنت طفلة مسؤلة وجادة في عمل واجباتي الصحية، قفز فجأة إلى ذهني سؤال هامٌّ يفتح العين على ظاهرة الانجراف الأعمى لكل المستحدثات المستهلكة بشراهة.


قديمًا كانت الرياضة تُمارَس ببعض التدريبات والحركات وفي أي مكان في المنزل، وكان تناول الطعام الصحي وتنظيمه كافيَين لجسمٍ رياضيٍّ بلا سمنة. فلماذا أصبح الذهاب إلى "الجيم" ضرورةً حياتيةً لمن يريد جسمًا رياضيًّا أو وزنًا مثاليًّا؟ ولماذا أصبحت كبسولات التخسيس باهظةَ الثمن على رأس قائمة احتياجات كل بيت مصري؟


يبدو أن الماضي لا يحمل الحنين فقط، ولا يحمل الذكريات فقط، ولكنه يحمل أجراس إنذارٍ لما آل إليه هذا الزمن من تعقيداتٍ وعراقيل وأعباء لا تمتّ لحاجة الإنسان الحقيقية بصلة.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-