اللون الرمادي في الحياة وحصص الرسم
في الصغر أثناء حصة الرسم كانت المعلمة تعلمنا في البداية كيفية إتقان التلوين بالألوان الخشبية وتدربنا على مراعاة الحدود أثناء التلوين كي تبدو الرسمة جميلة ومتناسقة في النهاية ثم بعد أن تمكنا من التحكم في الأقلام وادقنا التلوين بشكل سليم كانت تعلمنا كيفية دمج الألوان فمثلا الشمس في السابق كانت تطلب منا ان نلونها باللون البرتقالي لكن بعد أن فهمنا وأدركنا علمتنا كيفية أن نتدرج وندمج الألوان مع بعضها البعض الأحمر والاصفر والبرتقالي معاً كي تبدو الصورة قريبة جدا من الحقيقة..ففاضت نفسنا بالبهجة بعد أن تعددت الألوان في اللوحة.
وفي الصغر كنت أشاهد التلفاز في منزل جدتي باللون الأبيض والأسود فكنت لا أعلم ألوان ملابسهم ولم أستطع أن أحدد لون بشرتهم أو لون ملابس فريق الكرة في اي مباراة.
ولكن بعد فترة عندما ابتاع أبي تلفاز ملون كنت أرى اللوان واضحة وحقيقية.
وشعرت بالسعادة وانا أرى بهجة الألوان والحياة.
أما في حصة التربية الإسلامية علمتني معلمتي أن الله خلق البشر جميعاً تحمل في قلوبهم بذرتان، بذرة بيضاء تدعوه إلى عمل الخير وبذرة سوداء تؤدي به إلى أعمال الشر ماعدا رسولنا الكريم الذي اختصه فقط بأن نزع البذرة السوداءمن قلبه..
ثم يأتي فرد من البشر ويعلنها أن الحياة بالنسبة له أبيض أو اسود فقط ولا يوجد لون رمادي...
ويأتي من بعده العديد من البشر يرددون نفس الكلمة دون أن يدركوا أهمية اللون الرمادي في الحياة.
اللون الرمادي هو بارقة الأمل إننا تركنا اللون الاسود متوجهين في طريقنا الصحيح إلى اللون الأبيض.
اللون الرمادي هو لون التنبيه والتحذير لاستعادة رشدنا بأننا تركنا الأبيض ومتجهين في طريق خاطئ للأسود .
فلا تقسوا على أنفسكم فلا انتم بملائكة تتسم بالأبيض..
ولا أنتم بشياطين لا تعرف إلا الأسود...
بل انتم بشر تحملون كل ألوان الحياة
#_فضفضة
#_جيهان_سرور