العناد الصحي .. متى يظهر لدى الطفل؟ .. هل يتحول إلى عناد غير صحي .. الأسباب .. طرق العلاج والوقاية.
ما هو العناد؟
العناد يمكن تعريفه على أنه رفض غير مبرر، بمعنى أن الطفل يرفض دون أن يكن لديه أسباب حقيقية وإنما يرفض من أجل الرفض، والدافع غالباً هو إثبات الذات أو رغبةً في تجربة كلمة لا ورؤية رد فعل الأم.
متى يظهر العناد؟
يظهر العناد بشكل طبيعي مع سن الفطام، فخلال الفترة الأولى من عمر الطفل تتأكد لديه حقيقة أنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم ويفهم أنها هي من يعتني به ويُلبي له حاجاته الفسيولوجية من طعام وشراب ونظافة؛ لذا فإن الطفل يستمر تحت طوع الأم في هذا العمر ليحصل على جميع احتياجاته، ومع وصول الطفل إلى مرحلة الفطام يكتشف أن بإمكانه الابتعاد عن الأم وأنه لم يعد في حاجة إلى الإلتصاق بها ليرضع كما كان في السابق مما يجعله يشعر أنه أصبح قادراً على الاستقلال عن الأم والاعتماد على نفسه بشكل أكبر. شعور الاستقلال هذا يترجمه الطفل إلى سلوك بقول كلمة "لا" التي تأكيد استقلاله وتعلن رغباته واحتياجاته التي غالباً ما تكن عكس ما تريده الأم، ومن هنا يخطو الطفل أول خطوة في طريق العناد الصحي.
لماذا يتحول العناد الصحي إلى مشكلة؟
العناد يعد سمة أساسية من سمات المرحلة العمرية عامان ويعد ظهوره مؤشراً إيجابياً يأكد أن النمو النفسي للطفل يسير بشكل طبيعي يؤهله للدخول إلى المرحلة العمرية التالية، إلا أن معظم الأمهات يخفى عليها هذه الحقيقة مما يجعلها في حالة تحفز من رفض الطفل خوفاً من إنفلاته أو فقد السيطرة عليه، ومع أول محاولة من الطفل لقول كلمة "لا" تشعر الأم بالتهديد المباشر لها وللسلطة الأبوية التي تمتلكها، ويزداد الأمر تعقيداً عندما تترجم الأم كلمة "لا" التي يعلنها الطفل على أنها حدود يضعها الطفل ليحمي نفسه من أي سلطة خارجية فتقرر كسر تلك الحدود بكل عنف بإجبار الطفل على فعل ما تراه مناسب له وهي لا تدري أنها بذلك تقف موقف المعاند أمامه، ومع عناد الأم يزداد عناد الطفل ويتحول من كونه عناد صحي ملازم للمرحلة العمرية إلى عناد غير صحي ملازم لشخصية الطفل.
كيفية التعامل الصحيح مع العناد الصحي للطفل لكي لا يتحول إلى عناد غير صحي؟
أولاً/ تقنين رفض طلبات الطفل
قللي من رفض طلبات الطفل وحاولي تحقيق بعض رغباته المقبولة، بمعنى أن توافقي أحياناً على رفض الطفل لبعض توجيهاتكِ واسمحي له بفعل ما يريده تحت مرأى ومسمع منكِ، حتى يتأكد طفلكِ أن من حقه فرض رغباته الصحيحة في بعض الأحيان وأن ذلك يلقى قبولاً واحتراماً من الوالدين.
ثانياً/ تجنب الصدام مع الطفل
احعلي تجنب الصدام مع طفلكِ هو أحد أهدافكِ اليومية وذلك بتجنب المواقف التي تستفز سلوك العناد لديه مع فرض السيطرة الناعمة التي لا يشعر بها الطفل وذلك بطرق عديدة منها إعطائه مجموعة من الخيارات التي تلقى جميعها القبول لديكِ ليختار من بينها وهو يظن أنه يفعل ما يريد أما الحقيقة فهو يفعل ما يتوافق مع القواعد التي وضعتيها داخل البيت.
مثال
بدلاً من فرض ملابس بعينها على طفلكِ ليرتديها أثناء الخروج اختاري مجموعة من الملابس التي تناسب مكان الخروج ثم ضعيها على سريره واطلبي منه أن يختار من بينها.
ثالثاً/ امنحي طفلك شيئاً من الحرية
شعور الطفل أن لديه الحرية في إدارة بعض أموره الخاصة يجعله أكثر مرونة وأكثر استعداداً للاستجابة، وذلك بأن تسمحي له بالسيطرة على جزء من حياته كأن يختار ملابسه.
إسألي نفسك
ماذا سيحدث لو تركتي طفلك يختار ملابسه؟
تأكدي أن العاقبة ستكن في صالح العلاقة بينكِ وبين طفلكِ وفي صالح عملية التربية بأكملها، فتخيلي أن مقابل السماح لطفلك باختيار ملابسه أنه سيقبل على مذاكرة دروسه وكتابك واجباته بنصف أو ربع المجهود الذي كنتِ تبذلينه في إقناعه لعمل ذلك، فعندما يختار طفلك ثيابه يشعر بأنه صاحب القرار فيما يخصه وتزداد ثقته فيك بسبب تخلصه من فكرة أنكِ تريدين التحكم به وبحياته وتبتعد عنه فكرة أنكِ تريدين السيطرة عليه، هذا الشعور الذي يتأكد لدى طفلكِ يجعله أكثر مرونة وأكثر بعداً عن العناد.
رابعاً/ اطلبي من طفلك المشورة
شعور الطفل أن رأيه يُسمع بل ويُطلب يجعله يتأكد أنه شخص فعال داخل الأسرة وهذا الشعور يجعله أكثر استرخاءاً ويرفع من درجة استجابته للتربية، فحاولي دائماً إشراك طفلكِ في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسرة وخاصة القرارت التي ترتبط بنوع الطعام وبوقت الترفيه والخروج.
مثال
اسمحي لطفلك أن يختار مع الأسرة مكان خروجة آخر الإسبوع أو مكان المصيف.
خامساً/ علمي طفلك أهمية أن يكن الرفض بأسباب





