أخر الاخبار

بين الغيبوبة واليقظة… ولدت حريتي

 لحن الحرية

شخابيط أمل أنور

تلألأت قطرات فوق جبينه وتجاوزته إلى وجهه الشاحب وهو نائم ...رمقته بطرف عيناها الدامعتان ..لمحت جديد يكسو وجهه ربما لأول مرة لم تكن ملامحه قاسية كما أعتادت أن تراه ..لم تمسح عرقه فقد قررت أن تستمتع بهدوء الغرفة بعيدا عن تمتمته وصراخه الغاضب كل الوقت ...ليت هدوءه وملامحه تظل صامته إلى الأبد ...
نظرت إلى ضلوع صدره فلم تلمح علو وهبوط دقات قلبه ...نعم قلبه التي أصبحت أسيرة جدرانه رغما عنها ...لم يتسع الكون لشكواها لإنها أكثر من براحه ..ولن ينجو جرح قلبها لإنه أعمق من كل صراخه ...
لقد عاشت ظلمه حتى أصبحت حياتها قاتمة ..وتلمست بعينها بأسه حتى أصبحت دموعها دائمة ..وتمكنت منها قسوته حتى أصبحت دوما صامتة ...
نظرت حولها وتملكتها فكرة إنه إنتهى ...وأخذت تردد لقد إنتهى إلى الأبد ...حتى لم يساورها أى شك في هذه الحقيقة ...
إقتربت من هذا الكائن المسجى أمامها ..فوجدته ساكن لا يتحرك أنفاسه لا تتبدل ...تاهت غير مصدقة إنها نالت حريتها ..وسبحت بين أمواج ذكرياتها القريبة والبعيدة ...وتأملت حياتها التي تركتها بمحض إرادتها عندما إستسلمت وسلمت مشاعرها إلى زوج أجوف المشاعر ..عاشت معه قصة درامية لا يجرؤ كاتب على تسطير أحزانها ...لا تعلم هل تفرح ؟ هل تبوح إنها عاشت معه بلا روح ؟
رتبت أفكارها لتمسك هاتفها وتخبر أهله إن روحه قد فاضت إلى بارئها ..وأخذت تتأمل أزيائها الحزينة لترتب ما ترتديه أثناء مراسم العزاء غير مصدقة إنها أخيرا ستصبح أرملة ..ولو بيدها لأرتدت أزهى ملابسها ...ولكنها أعدت حليها المناسبة ووعدت أفكارها إنها ستعيش بهجة أيامها .. ..وتحقق أجمل أحلامها وتستجدي سابق أمالها ..
وصل أهله ومعهم طبيب ..وأثناء قمة خيالاتها وصل إلى أذنيها حديثا تاهت بعده ..فزوجها لم يلق حتفه ولكنها غيبوبة سكر تستدعي نقله بسرعة إلى المشفى حتى يعود إليه وعيه ...


وبعد أن عاشت حريتها لمجرد لحظات حتى لو في خياها إنهارت وأخذت تجري وتجري إلى براح الكون دون توقف ...وأخذت قرارها ...ستعزف لحن الحرية ...
هو إستعاد الحياة ولكنها رفضت أن تعود إلى الموت بجواره ....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-