كتبت: مي محمد حمزة
حين تُمسك الكلمات بمشرط، لا للجرح... بل للفهم .
في هذه السلسلة من المقالات، لن نتعرض لتلك المناطق الشائكة كي نهاجم أو ندين، بل نحاول أن نفهم — أن نتعرف على نفسية ذلك الشخص، وجهة نظره، احتياجاته، وأحيانًا عُقَده الناتجة عن تربية أو تجارب سيئة .
سندخل إلى تلك المناطق، ونُضيء فيها الضوء لنبَدِّد الظلمة التي تحيط بها
نفهم… لنتعلّم ونتعامل .....هيا بنا .
لماذا ترتبط بعض النساء برجال متزوجين؟
رحلة في دهاليز النفس… ما بين الاحتياج، الوهم، والبحث عن الذات .
ليست كل الحكايات تُروى في النور، بعضها يولد في الظل، في الفراغات بين الكلمات، في المساحات الرمادية من القلب.
حين ترتبط امرأة برجل متزوج، لا تكون المسألة دومًا خيانة واضحة ولا شرًا محضًا.
أحيانًا تكون هروبًا، وأحيانًا بحثًا عن ذات ضائعة… وأحيانًا صرخة روح عطشى للاحتواء، حتى لو من كأس مكسور.
في هذا المقال نحاول أن نفهم: لماذا تُفَضِّل بعض النساء الارتباط برجل متزوج؟ وفي بعض الأحيان، يكون أكبر منها سنًا .
قد أكون من الرافضين تمامًا لهذا الوضع تحت أي مبرر، لكنني هنا لا أعبّر عن رأيي الشخصي.
أنا هنا لأفند الحقائق، في محاولة للفهم فقط.
قد تكون تلك الأنثى :
ليست "امرأة سيئة" كما يحب البعض أن يصنّفها، لكنها إنسانة .
ربما شعرت يومًا أنها ليست كفاية، أو أنها لم تكن أبدًا "الاختيار الأول" في حياة أحد .
ربما اعتادت الانتظار، أو تعلّمت أن تُحب من بعيد، أو أن "تحصل على نصف الشيء" أفضل من لا شيء.
ربما تعودت أن تأخذ ما في يد غيرها كي تشعر بالأنتصار والثقة.
تدخل العلاقة وهي تعتقد أنها ترى، لكن في الحقيقة… غالبًا ما تكون عيناها مغمضتين تحت وطأة الاحتياج .
التحليل النفسي: ما الذي يدفعها؟
عقدة النقص
كثيرًا ما تشعر هذه المرأة أنها غير مكتملة، أن هناك شيئًا ناقصًا في تكوينها، فتنجذب لا شعوريًا إلى رجل "مكتمل" فعلًا — متزوج، مستقر، يملك عائلة .
الاحتياج العاطفي القديم
قد تكون لم تُحب في طفولتها كما تستحق، لم تُر، لم تُحتَضن. فتصير العلاقة مع رجل غير متاح محاولة لا شعورية لاستعادة حضنٍ غاب منذ الطفولة .
الخوف من الحب الكامل
بعض النساء تخاف من الالتزام الحقيقي… فتختار رجلًا لا تستطيع الارتباط به بالكامل، هروبًا من مواجهة ذاتها الحقيقية .
دور المنقذة
تشعر أنها وحدها تفهمه، تُنقذه، وتُخرجه من "جحيم زواجه" — فتمنح لنفسها معنى وقيمة .
التحليل الاجتماعي: الخسائر الصامتة
في مجتمع يرى المرأة دومًا في صورة إما "زوجة" أو "عدوة"، تُعاني هذه المرأة في صمت.
تخسر دعم النساء، وتخسر احترام الرجال، وتخسر — قبل كل شيء — ثقتها في نفسها.
وغالبًا ما تظل "في الظل"… لا زوجة، ولا حبيبة معلَنة، ولا حتى صديقة في النور.
أحيانًا تكون زوجة مُعلَنة، فتبدو كأنها سارقة لحياة عائلة أخرى .
وبعضهن يواجهن ذلك بعداوة شديدة، فيضعن الزوج في اختيار صعب بينها وبين زوجته وأولاده .
وهنا يأتي السؤال :من أي مكان أُحب؟
ليس السؤال: "هل الحب خطأ؟"
بل: "هل أنا أحب من مكان نور؟ أم من مكان جرح؟"
العلاقات التي تُبنى من الندرة، من الخوف، من الاحتياج، لا تُثمر سلامًا.
الروح لا تحتمل الخفاء طويلًا… لأنها خُلِقت لتُرى، لا لتُخبَّأ .
وفي الختام .....
على كل امرأة تدخل علاقة مشوّشة، يجب أن تسأل نفسها بصدق :
"هل أستحق نصف الحضور؟ هل خلقت لأكون ظلًا؟ أم نورًا كاملاً في حياة أحد؟"
الوعي لا يُدين، لكنه يُنير الطريق .
#مناطق_شائكة