أخر الاخبار

يوم المرأة العالمي والسيدة علية

 يوم المرأة العالمي والسيدة علية 



كتبت الكاتبة أمل أنور

كانت القمر الذي يضيئ حياة أبنائها ...ولكن القمر ظهر خافتا وضوئه بدا باهتا ....أمتلأت مقلتاها بالدموع ..فها هى ملقاة على فراشها محاطة بأغلى من في حياتها ..أبنائها العشرة ...مازالت شابة ولكنها شاخت حين إلتهم القلق أيامها وأنهك المرض ألامها ...إختلست النظر إلى كل منهم ..فهذه من كانت تهتم بها وتلك تدعو بدمعها أن يمد الله لها في عمرها ..والصغرى لم تشبع بعد من حنانها ...هذا يبكي خوفا من فراقها ..والأخر لم يتوقف عن الدعاء لها ..بدأت تتمتم بوصاياها ..وتمنياتها ودعواها ...ربتت على الأنامل الصغيرة بيداها إلى أن توقف نبضها ...ورحلت ...
كانت الزوجة المطيعة ..التي لم تعرف كلمة لا ...
حين رأها لأول مرة بمحض الصدفة رأها ساجدة أثناء صلاتها ..لمح ملامحها الرقيقة ..ولمس روحها البريئة...فتأمل أن تكون له رفيقة ..وبالفعل كانت له شريكة ...كانت عند حسن ظنه فيها ..وكأنها تنبأت بقصر عمرها فأنجبت له على فترات قصيرة البنين والبنات ..حتى وصل عددهم إلى عشرة ...
كانت لهم الدفئ في ليالي الشتاء ...البهجة في أيام الصفاء ..الإبتسامة الحانية في أوقات الرخاء ...سند راقي في زلات العناء ...وكانت تجيد بفطرتها الطيبة أدوار الود والإحتواء ..جابرة لخواطر الضعفاء ..تمد يد العون للقربى والغرباء ..تحسن بلا تباهي للفقراء ...لم تعش أبدا لنفسها ولكن لبيتها ولأبنائها ...ورجاء للمولى أن يحسن أخرتها ..
تزاحمت الأوجاع بعد أن كانت تطاردها ...ضاع عمرها وهى تجاهد لتخفي ...تخفي حزنها وتنسى إبتلاءها ...تخفي العناء وتتمنى الشفاء إلى أن وجدته ولكن في السماء ...فهذه الدنيا لم تعد تتسع لمثلها ..وهذا القلب عانى من جهدها ...وتلك الأنامل ضعفت من مجهودها ...وكل سنواتها سئمت من حزن إحساسها ...إنها السيدة علية ...أحببت أن أوجه لروحها تحية على حياة عاشتها والأن أصبحت حياة أبدية ...هى أم زوجي وجدة إبنتي ..لم أرها ولكني حسبتها أم مثالية ...سمعت حكاياتها من كل من عرفها أو مرت بحياته فتركت بصمة واضحة جلية ...أحببتها من خصالها التي سمعت عنها ..وطباعها التي ندر وجودها ..أردت في يوم المرأة العالمي أن أقدم لها هدية دعوة صادقة بأن تهنأ بجنة الخلد الأبدية ...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-