أخر الاخبار

خلطة جدتي..

 خلطة جدتي..

كتبت جيهان سرور 

قبل بضعة أشهر، كان هناك حدث عائلي في عائلتي، وكالعادة أصرت والدتي على أن نقوم بالطهي بأنفسنا، تحت إشرافها بالطبع. بدأت بكتابة قائمة الطعام، وكان على رأس القائمة «صينية من خلطة الشعرية المطهاه في حساء غني ومزينة بالكبد والقوانص وحفنة جيدة من المكسرات والزبيب. لقد حاولت ثنيها عنها." مستشهداً بالجهد المبذول في صنعها، لكنني لم أكمل الجملة وقوبلت بوابل من الرفض والنكران من كل نساء الأسرة ومن الأحفاد الذين أجمعوا على ضرورة وجودها .فهى بالنسبة لهم، من أهم الأطباق المفضلة التي يجب ألا تهجر محافلهم السعيدة. ردهم أثار فضولي، مما دفعني لسؤال والدتي عن سر هذه الخلطة التي لا يعدها أحد غيرنا، ومن علمهم إياها، أي من أين اكتسبوها، إذا لم تكن منتشرة في محيطنا أو عند أحد من أصدقائنا ومعارفنا؟ وبالفعل فإن كل من يأكلها لأول مرة يمدحها ويعلن أنه لم يأكلها من قبل، لكنه حتماً سوف يقوم بتحضيرها.

فكان الجواب أنها وخالتي تعلمتها من جدتي، ثم تعلمتها أنا وأختي وابنة خالتي منهم، ثم تعلمها باقي أفراد الأسرة بدورهم.

ورغم بساطة الأمر وتكراره عند معظم العائلات، إلا أنني فكرت ملياً في هذا الأمر البسيط وأرجعته إلى شيء آخر غير طعم الوجبة، بل إلى الحب. نعم جدتي أعدتها بكل حب وفرح ونقلتها لنا، حتى الأحفاد الذين لم يلتقوا بجدة آبائهم وأمهاتهم ورثوا منها الحب.

الحب كالجذور الممتدة في الأرض. وكلما كانت أقوى وأكثر تجذرًا، كلما كانت أغصانها أكثر قوة وصحة تحمل ثمارًا طازجة ومبهجة.

#_رحلة_فقدان_الهوية

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-