أخر الاخبار

هل الذهب هو الملاذ الآمن حاليا في مصر..

 



هل الذهب هو الملاذ الآمن حاليا في مصر..

أصبح هذا السؤال هو حديث الساعة في العمل وفي التجمعات الأسرية والعائلية،وعلى شاشات التلفزيون وجميع شبكات التواصل الإجتماعي. 

يطل علينا المحللين الاقتصاديبن من كل صوب وإتجاه ليحللوا موقف الذهب من الدولار وما وقعه على السوق المحلي وإلخ إلخ...



هذا المعدن النفيس لم يكن يشكل في الوجدان سوى مجموعة من الذكريات عن مناسبات مختلفة تمر أمام أعينا، كل ما اتذكره عن هذا المعدن لم يكن أبداً قيمته المادية أو سعر الجرام،بل كان يمثل موقف أو ذكرى جمعتني يوماً مع الأهل والأصدقاء،اتذكر جيداً عندما كنت طفلة صغيرة كتت أرتكن على خالتي أداعب تلك الأسوارة الذهبية على شكل ورود متجاورة،أتلعثم في الكلام لصغر عمري وأنا أخبرها عن حبي لتلك الأسوارة فتضمني إلى صدرها وتهمس لي في أذني أنها ستعطيها لي عندما أكبر..

أجلس في حضن جدتي وأقبض بيدي على تلك الدلاية المدلاه من رقبتها التي تجمع صورة جدتي من جانب وصورة جدي من جانب آخر. 

أتذكر خجلي ان أسأل والدتي بعد وفاة جدتي أين تلك القطعة الثمينة التي رافقت جدتي طوال أيام عمرها الذي عايشتها معها.

في أيام الصيف كانت والدتي تسمح لي بإرتداء السلسلة الذهبية والتي تحمل نصف دلاية صغيرة محفور عليه لا إله إلا الله والنصف الآخر محفورعليه محمد رسول الله،

و في احدى ايام الخميس بعد انتهاء السهرة عند جدتي اخذنا والدي إلى المنزل واثناء رحلة الرجوع شعرت بتلك السلسلة وكأنها قطعت من رقبتي وبالفعل كانت قد قطعت ووقع منها نصف الدلاية الخاصة بي وجلست أبكي لعدة أيام حتى قرر والدي انه سيشتري لي سلسلة أخرى مع دلاية جديدة.

وهكذا كبرت وكبر معي حب الذهب لما يحمله من ذكرى ومعنى لكن اليوم بات الذهب على هيئة جينهات وسبائك خالية من الذكرى بل باءت دلال على الثروة.

خلى الذهب من جماله ومعانيه واحتفظ بماديته البحته،لم نعد نتزين به بل أصبحنا نتابع البورصة العالمية لقياس مكسب أو خسارة قد لحق بنا.

فضفضة مع جيهان سرور

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-