أخر الاخبار

حوار مع الكاتب المبدع عمرو حسين إعداد وحوار:أسماء فرج

 .



حوار مع الكاتب المبدع عمرو حسين

إعداد وحوار:أسماء فرج



* لو طلبنا منك أن تخبرنا عن نفسك، ماذا تحب أن تقول؟


 -عمرو حسين مهندس وحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال. لقد نشرت حتى الآن أربعة أعمال أدبية بالترتيب: الرهان 2012، تاهيتي 2017، الديناصور 2021، خارج الخدمة 2023.


* هذا العام كان هناك حدث جميل وكبير بالنسبة لك وهو فوزك بجائزة غسان كنفاني عن رواية الديناصور. حدثنا عن الجائزة وكيف تلقيت الخبر؟


 -صحيح أن عام 2023 يعتبر عاماً خاصاً جداً بالنسبة لي لأنني فزت بالجائزة الأدبية الأولى في مسيرتي الأدبية ككاتب، وصحيح أن هذا فاق توقعاتي بشكل كبير. كنت أرى أن أي نجاح سيأتي تدريجيا، أي أن أعلى توقعاتي كانت أن توضع إحدى رواياتي على القائمة القصيرة أو القائمة الطويلة لإحدى الجوائز. ولو كانت جائزة صغيرة... لكن جائزة غسان كنفاني من الجوائز الكبرى. 



*  هل ممكن ان  توضح لنا ماذا تعني جملة جائزة كبيرة؟


-أي جائزة لها شروط هناك 

جوائز محددة لشباب الكتاب تتطلب فئة عمرية محددة

و هناك جوائز محددة لفروع معينة من الأدب سواء قصص قصيرة أو رواية أو فروع أخرى.

وأيضاً هناك جوائز محلية قاصرة على مواطنين الدولة فقط.

لكن هناك جوائز عربية كبرى وهم عددهم قليل تقريباً أربع أو خمس جوائز فقط..

تلك الجوائز  متاح التقدم لها لكافة الأعمار وكافة الفروع وكافة الجنسيات العربية...وبالتالي القيمة المادية لتلك الجوائز أيضاً كبيرة

لذا كان من احد أحلامي ان اشارك في تلك الجوائز واحصل على مراكز تدريجية حتى اتمكن من الحصول على الجائزة لكن من حسن حظي هو حصولي على الجائزة.

ورغم حصولي عليها لكن اؤكد ان وصول اي عمل للقائمة الطويلة هو شرف كبير جداً

ووصول اي عمل للقائمة القصيرة هو فوز في حد ذاته..

اما حصول العمل للجائزة فهو يحمل نسبة كبيرة من التوفيق وان هذا العمل صادف ذائقة اللجنة الأدبية..



 *  هل هناك أي تأثير لفوزك بالجائزة على مشاريعك القادمة؟


- ليس له أي تأثير، لكنه بالتأكيد يتطلب المزيد من التركيز للحفاظ على جودة العمل المقدم. والحمد لله تم نشر روايتي خارج نطاق الخدمة قبل إعلان فوزي بالجائزة، وكما شهد لي القراء فإنني أعمل دائما على الحفاظ على جودة العمل لأنه بالنسبة لي هو المعيار الأساسي ، وهو تناول واختيار موضوع مهم من وجهة نظر الكاتب  ومن المهم تقديمه للقارئ بطريقة ممتعة، وهذا ما أحرص دائمًا على الحفاظ عليه. 




هل تتفق مع مقولة أن هناك أعمال أدبية للجوائز وأعمال أخرى للجمهور؟


 - لا أتفق ولا أرفض ، لكن الواقع أن هناك أعمال تجذب انتباه النقاد ولجان الجوائز أكثر، وهناك أعمال أخرى تجذب الجمهور أكثر، وهذا لا يقتصر على مجال الأدب فقط،

على سبيل المثال، كلنا نسمع أن هناك أفلام سينمائية خاصة بالمهرجانات، وهناك أعمال موجهة للجمهور تتصدر شباك التذاكر. وهذا على المستوى العالمي.


وأيضا هناك كتاب يهتمون باتباع الأسلوب الأكاديمي ومعايير الكتابة الدقيقة على حساب القرب من القراء. وهناك كاتب آخر يتجاهل كل القواعد والمعايير من أجل تحقيق هدفه في الانتشار والوصول إلى القارئ أكثر بغض النظر عن الجوائز. ومع ذلك، هناك العديد من الاستثناءات، إذ أن هناك أعمالًا لها إمكانية وصول مشتركة", "للجمهور وإرضاء الذوق الأدبي للقارئ مع الحفاظ على التمكن من المعايير الأكاديمية والقواعد الأدبية. بالنسبة لي، هذه هي المعادلة الصعبة، وهدفي الحقيقي هو أن أكتب عملاً يحقق التوازن بين ذوق القراء وجودة العمل، ليبقى العمل حاضراً وراسخاً بين الأجيال. وأضرب دائما مثلا رواية «ساق البامبو» للكاتب سعود السنوسي، وهي الرواية الحائزة على جائزة البوكر. ومن ناحية أخرى فهي رواية قريبة جدًا من الجمهور وتفاعل معها الكثير من القراء لأنها تناولت قضية مست معظم الجمهور، لكن الكاتب استطاع أن يتناولها بطريقة إنسانية وبأسلوب مؤثر ورائع... وهذا ما أعمل على تحقيقه إن شاء الله في عملي.



 * هل أثرت إقامتك خارج مصر على لون كتابتك؟


- لا، على العكس من ذلك، فرغم إقامتي خارج مصر منذ أكثر من خمسة عشر عامًا منذ عام 2009، لا أستطيع إلا أن أكتب عن مصر.. قضايا مصر وأحلامها ومشكلاتها وشخصياتها وتأثيرها. جزري تمتد داخل مصر. أستطيع أن أصف وألمس مشاكل وقضايا بلدي، ورغم سفري إلى الخارج وسفراتي لأكثر من بلد، إلا أنني لا أرى  في الوقت الحاضر انني أستطيع أن أكتب عن تلك المجتمعات، ربما في وقت لاحق. لكني عن نفسي مازلت أشعر وكأنني داخل مصر أعيش قضاياها ومعاناتها.


* ما هي طموحاتك في مجال الكتابة؟ هل ترغب في الوصول إلى عدد معين من الأعمال؟ أو الفوز بجوائز أخرى أم ماذا؟


- أتمنى أن أستمر في الكتابة بقية حياتي، لأنه كلما كبر الإنسان كلما زادت تجربته وتجاربه وفهمه للحياة، وأصبحت رؤيته للأشياء أكثر وضوحا. لكن هل سيظل لدي الشغف والقدرة على الكتابة حينها... أتمنى ذلك والله أعلم... أستطيع أن أقول إن مشروعي الأدبي في طور التلخيص. بجملة واحدة: وهو أنني حريص على ترك  إرث أدبي يجمع بين القيمة والمتعة...

وأتمنى أن أتمكن من تحقيق ذلك دون القلق بشأن الحصول على جائزة. إنه ليس رفضًا. على العكس من ذلك، لا يوجد شخص لا يرغب في الفوز بالجوائز، ولكن هذا لن يكون هدفي. بل هدفي كما قلت هو ترك الأعمال التي تجمع بين المتعة والقيمة الأدبية.




* هل هناك عمل جديد سيعرض في معرض القاهرة القادم؟

 

- للأسف لا يوجد عمل جديد في معرض القاهرة الدولي 2024، . وأعتقد أن سنة واحدة لا تكفي لقراءة رواية بشكل صحيح، والدليل على ذلك رواية “الديناصور” التي صدرت عام 2021 وتمت قراءتها على مدار عامين في 2021/ 2022، ثم حصلت على الجائزة عام 2023وبالتالي هناك قراء شرعت في قراءتها في هذا العام، اجد ان على الكاتب في حال صدور عمل كل عام لا يترك فرصة للقراء لقراءة عمله بشكل جيد .

لكن رغم ذلك  بحرص دائما على تسجيل وتدوين  تصورات وملخصات ومواضيع مختلفة بشكل يومي للحفاظ على  الاستمرار في الكتابة مع الاخذ بالاعتبار انني كاتب غير متفرغ، عملي الأساس هو عملي كمهندس في مجالي كوني مدير مشروعات، دائما يجب الحفاظ على التوازن بين العمل والهواية والأسرة،

من المحتمل على المعرض القادم ٢٠٢٥ أو في الصيف القادم.



* كيف ترى الصدفة اللي جمعت فوزك بجائزة بإسم الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني مع أحداث طوفان الأقصى؟ وما رأيك الشخصي في الأحداث؟


-لم اكن أتمنى إطلاقا الأحداث المؤسفة التي تمر حاليا على أهل غزة...

والحقيقة بعد حصولي على الجائزة منذ سبع اشهر تقريباً وأنا حرصت على ان أتعرف على الكاتب الراحل غسان كنفاني فليس من المقبول ان أحمل جائزة ممهورة بإسمه وانا لا أعلم عنه الكثير ولم أكن قد قرأت له من قبل فقررت التعرف عليه من خلال قراءة أعماله وهذا هو الإرث الذي يتركه الكاتب بعد رحيله...لا أدري من الممكن أن يأتي يوم بعد الرحيل وأجد من يتعرف علىّ من خلال أعمالي. 

و بعد قراءة بعض أعماله استطعت ان أتعمق بشكل أكبر في فهم القضية الفلسطينية ومعرفة أسباب ظهور المشهد الحالي ...فقد تحدث غسان كنفاني عنه كمثال في رواية " عائد الى حيفا" أو رواية " رجال في الشمس".

وحقيقة ما تعرضوا لهم في أربعينات وخمسينيات هذا القرن 

و هو نفس المشهد المكرر الآن في غزة، لكن صمود أهل غزة في الوقت الحالي هو محاولة منهم لتفادي الوقوع في ماحدث لهم في السابق في حيفا وعكا على سبيل المثال بعد ان استولت إسرائيل عليها بالكامل وأبادت الشعب ونزح من نزح منهم..في النهاية هى صدفة غريبة حصولي على الجائزة ثم الاهتمام بالقضية الفلسطينية ثم احداث الطوفان...من المحتمل انها تكون مؤشر لي انني قد اشرع يوماً ما  في كتابة عمل يتناول القضية الفلسطينية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-