" قصة قصيرة مبنيه على احداث حقيقية"
كانت من أسرة فقيرة، تتذوق الفقر هي و أخواتها بالتساوي، دائما يوجد عدل في الفقر و لكن حتى العدل في الفقر ظلم..
عملت منذ الصغر ، مره في كوافير ترهقها قدمها و تتمنى الجلوس و لو لحظه و مره في محل طعام تلفحها النار حتى تتصبب عرقا..
لم تستطع ان تنام يوما دون عمل فإذا طردت من هذا بحثت عن ذاك،
فكيف ستعود الي المنزل دون نقود، عشرة اخوة و اب مفقود،
لديها ام و لكنها يوميا تجوب العالم بحثا عن اللقمه و تعود في جوف الليل لتجد من تريد اطعامهم نيام دون طعام، فتحمد الله لأنها تعلم أن الطعام لن يكفي احدا منهم..
هي الاخت الكبرى، فكانت تشعر بالمسئوليه دائما ، المسئوليه عن هذا الذي يحمل الطوب و يدوس على خشب يهتز تحت قدميه بينما كان لا يهتم هو لهذا ، لأن اقصى ما سيحدث هو الموت ، و الموت ارحم من حياة لم ترحمهم يوما
و تشعر بالمسئوليه عن تلك التي تعمل بمنزل اشخاص لا يخافون الله.. مر العمر و ماتت امها و المسئوليه بعد ما كانت منقسمه بينهم و لها النصيب الاكبر ، اصبحت مسئوليتها وحدها..
علمت نفسها بنفسها، ذهبت المدرسه في الصباح و عادت للعمل بالمطعم الذي استقرت به بالليل، معاملة صاحب المطعم ادميه و يعطيها بعض الطعام في اخر اليوم..
يعمل كلا منهم و لكن هي دائما تشعر انها المسئوله عن الافواه الجائعه ، دافعت عن مستقبلها اكثر و ارتادت الجامعة و منها الى استقبال فندق فاخر ، ترتدي اليونيفرم و تضع اسمها على لوحا معدنيا صغير على صدرها..
مرتبها الكبير لم يكفي امالها الاكبر ، تريد تعليم كل اخوتها، تريد خروجهم من هذا الجحر، لم يعد الاطعام غايتها.. من يصدق أن في هذا الفندق الفاره، هذه الجميله التي تبلغ ال ٣٥ عاما تسكن في مكان غير ادمي بين عشرة اخوة و اخوات؟
نزلت من عينها دمعة و هي ترى ام و اب يدللون صغيرهم الذي يرفض الاكل و يحتج عليه لانه يريد اللعب اولا،
و هي تمسح دمعتها فاجئها هو ، رجلا في الاربعين يرتدي العقال الذي يدل انه من دول الخليج..
قال لها و هو ينظر لها بنظره بها حنان الارض.. ارجوك لا ينبغ ابدا على تلك العيون ان تبك.. انها اجمل اعين رايتها بحياتي..
ابتسمت و اعتدلت في وقفتها و قالت ؛ ابدا يا فندم لم اكن ابكي ،بل طرف شيئا ما عيني..
قال لها اعرف اعرف.. لقد عملت تشيك ان بالأمس و ساعدني زميلك ، و لكن اضعت مفتاحي اليوم هل يمكنك مساعدتي
قالت له بالطبع .. و لكن هناك مبلغ مالي مقابل المفتاح الجديد في حالة كان ضياع المفتاح كان خطأ الجيست..
المبلغ هو..
اشار لها ان لا داع لذكر المبلغ و ان تسحبه من كارت البنك فورا.. ابتسمت و فعلت و اعطته مفتاحه و من يومها و هي تجد كل يوم هديه بانتظارها ، هدايا يمكنها تغير حياتها بالكامل،،
عقد باهظ من هم مثلها لا يمكنهم تميزه و لكنها ارجعته اليه و اشارت انها لا يمكنها قبوله.. ساعة انيقه و لكن اعطتها له بنفسها .،
حتى اتجه للورد ، ارسل لها اكثر من عشر بوكيهات من الورد على خمس ايام ، كلهم اجمل من بعضهم و كل بوكيه يحمل كلاما ارق.. مد فترة جلوسه بالفندق، بدأ الهمز و اللمز بين زميلتها و زملائها و لم تحتمل هذا .. فانتظرته خارج الفندق يوم اجازتها حتى ظهر ، قالت له بعصبيه ، لا يمكنني الاعتراض على افعالك بالداخل و لكنني اتمتع بسمعة طيبة طيلة حياتي لا يمكن ان تاتي انت و تفسدها..
قال لها بنفس النظره الحانيه.. اريد الزواج منك.. لم تصدق نفسها من السعاده ، اخيرا سترحم ،من النظرات و المضايقات ، من احساس الوحده ، من احساس المسئوليه..
حكي لها عن نفسه و حكت لها عن اخوتها ، فقال لها انهم مثل اخوته ولا تحمل همهم ابدا و لكن يجب ان تترك عملها بعد الزواج..
و جاء لها بكل شيئ تحتاجه العروس و مهرا كبير في شنطة نقود باهظه لم ترى هذا الكم من المال من قبل و لم تعلم ان الشنطه بمبلغ اكبر من المال الذي بداخلها.. دعت الله كثيرا ان تمطر السماء مالا في ايامها الحالكه و لكن الان بعد ان امطرت بالفعل ، لم تعرف حقا ما سوف تفعل بهذا المال ،،
تركته لاخوتها حتى يتمكنوا من العيش دونها حتى ينتهي شهر عسلها و تعود لترعاهم او يرعاهم هو كما وعدها
سافرت في شهر العسل معه للمالديڤ لم ترى طيارة قبل ذلك و لم تكن اي طائرة.. و لم تعامل كشخص عادي من الركاب..
لم ترى هذه الطبيعة الجميلة من قبل ، كانت تتسائل أمت و ذهبت للجنه؟ ام الحياة تبتسم لمن هم مثلنا؟
لم تقع عينيها على شيئ و قبل ان تطرفها الا و اشتراه،
و كان يطمأنها كل يوم على اخوتها على هاتف ابتاعه لاكبرهم ، و كانو يعيشون باحسن حال ، يحققون بعض احلامهم الصغيرة بالمال
اطال مدة شهر العسل و عاد بها الى مصر و طلب منها اختيار الفندق. اختارت و لكنه قال لها هذا ليس مناسب اريد فندق سبعة نجوم و سويت يليق بأميرة مثلها،
فاختارت كما قال لها ، سالها لما ديما تختار الاوفر في المال حتى بعد زواجها به؟
قالت انها لم تكن قط طامعة بماله، هي فقط تريد ان تعيش حياة طبيعيه ليقول بحنانه المعتاد ، لن تحلمي بشيئ الا لو وجدتيه تحت قدمك..
مكثوا في الفندق قرابة شهر اخر و قبل انتهائه ، قال لها انه يريد السفر لعمله و اهله.. سالته و هل ساتي معك؟
قال لها لا اني متزوج ببلدي ولا اريد حدوث مشاكل بحياتي سوف اراكي كل ثلاثة اشهر.. صدمت بالبداية و لكنها قالت واحده مثلي هل يمكنها الحصول على رجل مثل هذا وحدها ؟ لا يمكن بالطبع.. ترك لها بعض المال و حجز لها يومين اخرين في الفندق لتلملم اشيائها و ذهب
بعد اسبوع من سفره وصلت لها رساله ان زوجها في رعاية مستشفى كذا و توفى اثر توقف عضلة القلب. .
حاولت مرارا الاتصال بالرقم دون اجابة، اتصلت بالمشفى قالو لها لم يدخل لدينا احدا بنفس الاسم، و من حينها و هي تبحث في كل اتجاه عن اقوى ممثل على الارض دون نتيجة ..
جعلها تترك عملها، تحلم احلام لم تستطع ان تحلمها قبل ذلك، جعلها تعيش كحورية بالجنه .. ثم افاقها من الحلم على واقع يجب عليها ان تعيشه وحدها..
يلومها من حولها على قبول زيجه بهذا الشكل و هم لك يعيشوا يوما واحدا مما عاشته و لم يروا الاغراء الكبير الذي تعرضت له
الكل يحكم عليك طالما هو ليس مكانك..
#_مي_وحش