ألعاب زمان وذكرياتها
الحقيقة الكتابة بالنسبة لي شوية فضفضة على شوية ذكريات اتحفرت بداخلي وتركت أثر ومعنى وهدف..
زمان وانا في المدرسة كان عادة حظي بسبب خط سير الباص يجعلني اصل إلى المدرسة في الدورة الأولى وده يعني أنني سأصل إلى المدرسة انا ونصف الطلبة تقريباً المشتركين في خدمة الباص قبل نصف ساعة من موعد طابور الصباح.
وفي هذا الزمان كان للوقت قيمة وفي الدقائق بركة..
فما كان منا إلا ابتكار طرق للتسلية لقضاء تلك الفترة...كانت الأغلبية تقوم
"ببناء الأولى"
وهذا يعني أن تتحد مجموعة من الفتيات وتبدأ بواسطة الطباشير رسم وتحديد الأولى على الارض بشكل دقيق ومنظم وفي أوقات الرغد كنا نزينها بالطباشير الملون وبعد الانتهاء منها كنَ ندون أسماءنا في ركن جانبي من الأولى كي نثبت ملكيتنا لها...حتى لا تأتي من تنازعنا عليها يوماً .
ونبدأ في التمتع بهذه اللعبة ونبتكر كل يوم في تطويرها...حتى يأتي فصل الشتاء و يهطل المطر في كل مكان..اتذكر وقتها لحظة وصولنا إلى المدرسة ونحن نهرع داعين الله أن لا يكون المطر قد محى أثر الطباشير وهدم ما تم بناءه في الأيام الماضية...
لكن هيهات أن نجد أثر لها ...نبدأ مسرعين في محاولة ترميم ما افسده المطر ...أوقات كنا نجد من تحاول نزع حقنا وبناء أولى لها في نفس مكان أرضنا..
وهنا تبدأ التحقيقات وطلب الجيران للشهادة اذا كان هذا المكان ملك لنا ام إننا نغتصب حق ليس لنا...
حتى تظهر الحقيقة...كنا نقاتل من أجل بقعة أرض نرسم عليها بالطباشير " اولى" نقاتل من أجل الأرض
تعلمنا من الصغر أن لا نفرط في حق حتى وان كانت مجرد لعبة...من فرط في الأرض فرط في العرض..
ياليت هذا الزمان يعود يوماً مرة أخرى....نلعب ونفرح ونبني مرة أخرى ما افسده الدهر.
#_فضفضة
#_جيهان_سرور